صراع النفس - إلهام محمد يحيى الخراط


 


وجدتُ نفسي مُكبلاً في غرفةٍ مظلمةٍ، لا أرى سوى الظلام الدامس في كلِّ مكان. 

نهضتُ ومشيتُ جارّاً ورائي سلاسلَ الحديدِ المعلقة في قدمي لم أمشِ كثيراً إلى أن ارتطمتُ بقضبان حديدية... ماهذا بحق الجحيم؟!..

وحيدٌ لا أرى سوى قضباناً حديديةَ، حاولتُ التجولَ بالظلامِ لم التمس إلا القليل، خيوطٌ عنكبوتية أيعقل أني منذ زمن هنا؟!!!

رفوفٌ حديديةَ يوضع عليها أشياء كُثر لم اميزه، شعرتُ بأحدٍ قادمٍ، ركضتُ ببطئ إلى القضبانِ، 

وانا اصرخ هل من احد هنا؟  

امسكتُ القضبانَ بيدي أحاولُ أن أخرج، لكن ماحدث زادَ مخاوفي أكثر، بدأتْ جدرانُ الغرفةِ بالاهتزاز، الجدران، الأرض، والقضبان بدأتْ جميعها بالاهتزاز وكأنه حدث زلزال، سمعتُ أصواتاً غريبةً كارتطامِ الأشياء، ووقوعها، حتى إني لم أستطع التشبثْ وقعتُ أرضاً؛ فالزلزال كان قوياً جداً حتى صرتُ ألوحُ يميناً ويساراً دون التحكم بنفسي، لم أستطع فقواي خذلتني،

إلى أن هدأ كلُّ شيء، وبان لي أن القضبان ليستْ إلا سجنٌ سُجنَ به قلبي، نهضتُ لأرى ماذا حصل؟ ألقيتُ نظرةً، فرأيت كلَّ شيءٍ مدمى، الذكريات التي وضعتْ على الرفوفِ وقعتْ فوقها قطع الأثاث، والكثيرُ الكثير  قد جُرِح، جئتُ أركضُ لكي أذهب بهم وأُداوي الجراح، لم أستطع؛ فسلاسلُ الحديد قد كبلتني، ولم أعد قادراً على الحراكِ، حاولتُ وحاولتُ اللجوءَ إلى شيءٍ يساندني لكني لم ألقَ شيئًا، حاولتُ جهدي أن أزحفَ لأرى ماذا حلَ بالجرحى وصلتُ إلى أول جريح لكني لم أستطع انقاذه، ُ فارقَ الحياة قبل ثوانٍ،

يبدو أني قد أُصبتُ، بدا لي وكأني جُرحتُ أنا أيضاً، من أثرِ القيود،  لا بأس المهم كيف لي أن أُنقذَ ذكرياتي...

بدأ الوقتُ يمرُ كسرعةِ السلحفاة، الألمُ يزداد، الذكريات تنزف، والقليلُ يموت، أحاولُ خلعَ القيود من يدي إنَّها متينة.. دقيقة؛ لكنها ليستْ حديدية كما ظننتُ سابقاً، إنَّها خيوطٌ وهمية ثقيلة، ومؤلمة ماهذهِ القيود؟؟!

 جاءني صوتٌ من بعيد يضحكُ بصوتٍ قوي،  وكأنه كانَ ينصت لِمايجولُ في أفكاري.

 يا أحمق ألم تعرف إلى الآن أين انت؟.

أنتَ في داخلك خُذ، واشرب ماتُسقي قلبكَ منه، 

إنَّها قيودٌ خفية إنَّها ذكرياتٌ قديمة تُكبِّلكَ لذلك لن تتقدم أبداً في المستقبل، أمَّا عن الجرحى؛ فهي خدشات الألم الذي تأتيك على هيئة صداع، ضيق تنفس، وكذلك كدمات في الجسد أتذكر.. 

السموم، السموم زُرعتْ بكَ وبقلبكَ، وسوف تنمو

 ولن تدعُكَ تتحرك الى الأمام إلا مُكبلاً مُقيداً تموتُ ألفَ مرةً في الشهيقِ الأولِ والزفيرِ الآخرِ 

ماذا ؟ هل علمتَ الآن في أيِ مكان أنتَ ؟ ولم كل هذا؟ تخطَّ وأرني الشجاعة.




رشيد سبابو

المؤسس و مدير التحرير

Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne