نهض باكرا ، واتجه نحو المكان الذي يجلس فيه العاطلون عن العمل ، وينتظرون أن يأتي أحد ما ليأخذهم معه للإشتغال . إنتظر أكثر من ثلاث ساعات . لكنه لم يأت أحدا ليأخذه ، أو ليأخذ العمال الآخرين الذين ينتظرون . يجلس تارة ، وتارة أخرى ينهض ، يتحرك ببطء في المكان ، يسأل الناس ،ويسألونه . لباسه كان عاديا ، ولم يكن وسخا . تحاشى أكثر من مرة ، الحديث الطويل مع الناس الأكثر منه سنا . كان يقن أنهم سيجرونه لحديث طويل ، وهو يكره الحديث في الصباح الباكر . سأله شاب طويل القامة ، مبتسما :
-تبدو أنك أول مرة تأتي إلى هنا لتبحث عن عمل . ألم تدرس كي تجد لك عملا أفضل من أن تأتي إلى هنا ؟
حملق فيه قليلا ، تأمل وجهه ، ثم أجابه :
-أنهيت دراستي ، لكن الشهادة التي حصلت عليها لم تنفعني . لم أجد عملا ، ظللت لفترة طويلة عاطلا . ما كان لي من نقود صرفته . الآن علي أن أشتغل في أي شيء ، كي أنفق عني ، وأجد ما آكله . لا يمكن أن أن تنفق علي الوالدة وأنا تجاوزت العشرين .
صمت قليلا ، كان يود أن يخرج كل غضبه . لكنه حينما تذكر أنه يحدث شخصا غريبا ، لا يعرفه . تحاشى الحديث . ترك الشخص الذي سأله مضى للمقهى الذي يقضي فيه جل نهاره
حينما وصل لباب المقهى . إلتقى بالنادل ، وجد وجهه عبوسا ، وبدت عليه ملامح الغضب . قال له النادل قبل أن يجلس :
-يا يوسف لقد صبرت معك أكثر مما أطيق . شربت مرات لا تحصى كؤوس القهوة والشاي بدون أن تدفع . الآن تعبت . إذا لم يكن لك بما ستدفع من الأفضل إذهب من هنا
أجابه يوسف :
-لا تخف هذا اليوم سأدفع ما شربته ، وما سأشربه
إبتسم النادل ومضى . واصل السير يوسف وجلس في الزاوية بمكانه الدائم . إلتحق به صديقه محمد الذي درس معه . سلم عليه وجلس . . سأل يوسف صديقه :
-بعد كل هذا السير في الحياة والتنقل من مكان لآخر ، ماذا تريد ؟
أجابه محمد :
-لم أعد أريد شيئا . الأحلام هنا لا تتحق . كل ما أريده هو أن لا أعيش هنا
كلامك على حق اخويا الياس وعبره للاخرين حقا الاحلام لم تحقق في هذا البلاد
RépondreSupprimerهذا المجهول يحب ما تكتبه يا إلياس واصل أيها المبدع ❤️❤️
RépondreSupprimer👌😥
RépondreSupprimer