يا بلادَ الإسلامِ والأقصى والرجال أزاحوكِ من تاريخٍ مُضللٍ
و خريطةٍ لكنك في قلوبنا باقيةٌ بلا ظلال أتُسمى جثث فلسطينَ جرحى أم شُهداء؟
صواريخُ تتتابعُ قصفا، حتى تُكتبُ بكل الجرائدِ " آفاتْ " صرخةُ ولادةٍ و قُـرحة،
النفيسة من تحت أنقاضِ و أحجار " الجنين قد ماتْ " مُجتمَعٌ وحيدٌ و وحيدٌ لا يشعرُ
الوحدةَ سُفِكتِ الدماءُ، التُقطتِ الصورُ، وغادرُ الكل المشهد... وبَقِيَ الأبكمُ
يستغيثُ لعَلمٍ يُرفعُ فخرا! أو إسعافٌ مُعَطَّلٌ من مُستشفى مهجورْ مهدومْ، يعزف
آخر لحنٍ بأرواحِ السلامِ ليُسدَل الستارُ على ما يقالُ عنهُ " الإنسانية " أو
الاستجابة لظُلمٍ أمام العلن… أيُسمى الطفلُ البريء جُثة بلا مخالب؟ يُتمتم حروفا
تتتابعُ خوفا؛ أين أمي وأبي؟ أينَ قوتِي وألعابي؟ وأين بيتي من كل المخابئ؟ أقدارُ
الإلهِ نرضى بها واللهِ ما يحدثُ خُطة أتُرفعَ قبورُهم للجنازةِ؟ وهل يُقرأ ما
تيسرَ مشيا على أعْيُنٍ لاتزال ترى كل الفجورْ عبورْ، لناقلةٍ، لقبرٍ أو للجنّةِ،
مُرورْ تدق أصابعَ باب العزاء فيليها قصف يُفسدُ كل المشهد، و يترك الحضورَ في
ذهولْ… مات الميتُ ومن معهُ؛ مات الطبيب والمسعفُ والحضورْ… هذا ليس حماس؛ عبقٌ
صارمْ هذا ثأرٌ و نفاذُ صبرٍ دام لقرونْ انتفاضة و ظلمٌ، مفعولُ تِبغٍ وحشيشْ كتابُ
اللهِ و وَطنْ؛ مفعولُ صِبغٍ و توحيدْ أبيضٌ وأسودُ و أخضرٌ، ومثلث احْمَرَّ من دمٍ
صواريخُ تُباعُ بين اليهودِ، إذ يُحدثوا في العوائلِ ضررْ أُمَمٌ لا تهتم، تصرخُ:
لكم عالمكم ولي عالمْ وإن رأيتني أصاحبهم، اضحكُ للجيوشِ الفارغةِ... فهم في تاريخي
فضائحُ لا معالمْ فضائحَ لا معالمْ… أقوال وتفاصُل، معاهدات صُلحٍ مُعاهداتَ
صُلحٍ... انتفض منها الحبرُ مُتحدثا و قالْ " بفلسطينُ لا صُلحْ، إبادةٌ و فقرٌ و
عللْ " عَنوِنْ و دَوِّن و اقرأ و صدِّق؛ جحودْ الصحف داءٌ كاذبٌ يُؤذي القارئَ
كالطاعونْ تنشرُ الصحفُ أخبارا لا لتُخبرْ زائفة نتنة رائحتها بأوراق رثة و
الإعلامُ بعدساتٍ، إن خُلقتْ بأفواهٍ لَباحت بالسرْ لا أقرأ الصحفُ ولا تقرأوا
أُخبركم أنا و لا تقرأوها للخبرْ العجوز يتظاهر بحماسهِ للجريدة صباحا استسلم منذ
زمان، لا حول له ولا قوة للمكرْ المُحتلُ يتظاهرُ الحماسَ استسلمَ مُنذُ زمانٍ من
غباءٍ نظنها انتفاضةً، من غُربةٍ لم تستجب الأمة…
بقلم :الحسني العلوي إلياس
للمزيد من المنتوجات الادبية المرجو متابعتنا على صفحاتنا @apolomagazineofficial
@moroccan_writers