رسالتك التي لم تكتبي - توفيق بوشري

 




لم أنتظر منك رسالتك

التي كتبت مئات المرات ومزقتها

كانت ما تزال هناك في سلة المهملات

تناقش مسألة النموذج

أو ما إذا كان الأمر يتعلق بتردد قاتل

في النهاية لم أكن أنتظر

بدل ذلك،

تظاهرت بالصمت،

أشرب بعض الذكريات على شرفة الماضي

اتكأت طويلا أتدفأ بهواجسي

كل الاحتمالات -لأنها خارج إرادتي-

تدافعت تركض من حولي،

تصرخ حتى لم أفهم ما تقول

ولأني كائن متأقلم تركت الأمور تسيل ببرود مذهول

استقبلت الضجيج بانتقال عادي إلى وضع جديد

كانت الذكريات قد ارتسمت جليدا

تتزلج على صمته ملايين الأحاسيس المستسلمة

هناك في السماء بدا الوضع مختلفا

الصورة مقلوبة ومشوهة

لكني كنت على مسافة منهكة بالعادة

تلعب لعبة لا انتهاء لها

لكي يمر الوقت ويمر هكذا فقط..

كنتُ على مسافة ميتة

هذا جسدي المهرق - نكاية في الروح التي تسكنه - يقلم أظافر التوجس

اكتفيت باللاانتظار

عشته بكل اللامبالاة التي تجهل ما تكون

تهت ولم أراوح مكاني

لأن القضية انتصار مخجل على الطقوس

لأن اشتهاء اللاشيء قتل نهائي للنفوس

سأبوس أي شيء لمجرد تقلبات في مناخ السكون

لن أشعر بشيء،

كنت مُعَدا لهذا المزاج المبهم

ولم أنتظر رسالتك حتى لو تساءلت كما الآن!

رسالتك التي لم تفلح في أن تكون

سوى قصاصة في مهب الجنون

تئن حيرة بين مسودات لم تعد صالحة للتذكر

لم يعد لها فائدة في أجندة ما نمد إليه شهواتنا لنستقل وهم الوجود

أي وجود هذا المتعفن فينا بدم الورد المقتول على أبواب الحب الافتراضي المبني على ترهات قلوب شبيهة بضرطات طارئة؟

أنا لا أحتج مطلقا أيتها المفقودة بين ثنايا الورق الشارد خشية مصير النسيان

حتى إيماني يراود أدواته ليبصر الأفق بعين عمياء لا تختار لتختار

أنا هنا،

أضاعف الفقد على نغم تاريخ مفتوح

لم يعد يتأهب لحرب خاسرة في لوح القوانين التي يحجبها الحجْب عن الحكمة

ليكون للجهل نصيب من الدموع والحزن والغيابات المفجعة..

أنا هنا،

لن أنتظر رسائلك التي لم تكتبيها

تكفيني صورة سلة المهملات متوقفة في محطة مجهولة دون خوف ولا ترقب

وما الذي سيحدث؟

ما الذي لن يحدث؟

في النهاية ليس علي أن أنتظر أو لا أنتظر..

أنا أفعل ما لا أريد أن أفعل

حتى صرت أفعل دون أفعل أي شيء..

ربما تحالفنا الرسالة التي تشبه المعجزة

تخرجنا من الحسابات إلى جنة بدون تدابير احترازية أو تفاصيل ولا احتمالات وانتظارات..



رشيد سبابو

المؤسس و مدير التحرير

إرسال تعليق

أحدث أقدم