الحكومة الهندية ومساهمتها في نشر الصحافة العربية - محمود عاصم

 




نالت الهند استقلالها في شهر أغسطس عام1947م ومنذ ذلك الحين بذلت الحكومة الهندية قصارى جهودها لتعزيز العلاقات مع العالم العربي والاسلامي في مختلف المجالات بما فيها الروابط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية وما الى ذلك.

مثلت ولاتزال تمثل وسائل الإعلام من خلال وسائلها المختلفة الطباعة والإذاعة والإلكترونية - أفضل دور في توطيد العلاقات الثنائية. ولقد أدركت الحكومة الهندية هذه الحقيقة منذ بدايتها وقامت باتخاذ العديد من المبادرات لتعزيز العلاقات مع العالم العربي في جميع مجالات الحياة.

وقدم مولانا أبو الكلام أزاد، أول وزير التعليم للهند المستقلة، مساهمة قيمة في تقوية الروابط الثنائية بين الهند والعالم العربي، وذلك عن طريق استخدام وسائل الإعلام أداة لتحقيق هذا الهدف. يعتبر مولانا آزاد من هذه الناحية من الرواد القائمين بنشر وتطوير الصحافة العربية في بقعة غير عربية من ربوع الهند. أثبت مولانا آزاد وذلك بكونه الوزير الهندي الأول للتعليم- بمثابة لبنة أساسية في تاريخ الصحافة العربية تحت إشراف الحكومة الهندية.

 تجدر الإشارة في هذا السياق أن الحكومة الهندية أصدرت المجلات الملونة المصورة في اللغة العربية حتى منذ بداية عام 1950م وينبغي أن أذكر أنه حتى بعد مرور أكثر من نصف قرن، لاتكاد توجد أي مجلة عربية هندية تتنافس مع المجلات الحكومية العربية خاصة في جودة الطباعة.

القسم العربي لإذاعة عموم الهند:

قام القسم العربي لإذاعة عموم الهند ببث البرنامج الأول باللغة العربية على الهواء مباشرة في 22 أبريل عام 1941م قبل نيل الهند بالاستقلال. منذ ذلك الحين، يقوم القسم العربي من إذاعة عموم الهند ببث برنامجين صباحاً وليلاً من محطة دلهي وانقسمت الإذاعة إلى قسمين في عام 1948م: وحدة الخدمات الوطنية (NSD) وحدة الخدمات الخارجية (ESD) ويأتي القسم العربي ضمن الخدمات الخارجية.

تستغرق فترة البث المباشر على الهواء 3 ساعات حيث يتضمن محتوى البرنامج من الأخبار والموسيقى والأغاني والأبيات والمقتطفات في مدح الرسول والتعليق على الموضوعات المعاصرة بالإضافة الى استعراض الصحف الهندية والأحاديث الإذاعية على الموضوعات المتنوعة يكتبها أساتذة اللغة العربية والمتخصصون في المجالات المعنية. والمنطقة التي تبث نشرات إذاعة عموم الهند هي منطقة غرب آسيا من البلدان التي يتكلم أهلها باللغة العربية.

تتناول الأحاديث العربية مواضيع مختلفة تتراوح بين القضايا الثقافية والأدبية والصحفية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. وتعتبر مجموعة الأحاديث الإذاعية العربية الهندية بسبب تناولها الموضوعات الفريدة والمتنوعة بمثابة كنوز لم تكشف بعد لمدرسي اللغة العربية ودارسها في الهند وخارجها.

وكذلك مكتبة القسم العربي لإذاعة عموم الهند تحتوي على مجموعة غنية جداً من الكتب القديمة والنادرة حول الموضوعات المتنوعة من الروايات والأدب العربي وترجمات الكتب الهندية القديمة قام بها علماء العرب. وهذه الذخيرة النادرة قلما يوجد في المكتبات العربية الأخرى في الهند.

قام القسم العربي من إذاعة عموم الهند منذ نشأته بإثراء الصحافة العربية حيث استقدم العديد من الصحفيين العرب من أجل تحسين خدماتها من حيث المحتوى واللغة. وقد ارتبط العديد من كبار العلماء الهنود في مجال اللغة العربية وآدابها بالقسم العربي من إذاعة عموم الهند. وكان مولانا واضح رشيد الندوي ومحي الدين الألوائي والبروفيسور نينار من بين القلائل الذين اشتغلوا وقدموا خدماتهم في القسم العربي من إذاعة عموم الهند. ومعظم أساتذة اللغة العربية في الجامعات الحكومية لاسيما الجامعات التي تقع في مدينة دلهي، مرتبطين بالقسم العربي من إذاعة عموم الهند بطريقة أو أخرى. يكتب هؤلاء الأساتذة الأحاديث الإذاعية حول جوانب العلاقات الثنائية بين العالم العربي والهند وتاريخ وواقع اللغة العربية وصحافتها في ربوع الهند وما الى ذلك من المواضيع ذات الصلة بالمجالات المختلفة في الهند والعالم العربي.

وحينما نلقي نظرة عابرة على كل ما كتب حول تاريخ الصحافة العربية في الهند فنجد أن ذكر القسم العربي ومساهمته القيمة لم تجد مكاناً ما يستحق به في تاريخ نشأة الصحافة العربية وتطورها في الهند. ونجد كتب حول مساهمة وسائل الاعلام العربية المطبوعة في الهند وكتب الباحثون حول هذا الموضوع بطريقة ما تليق به ولكن نادراً ما نجد أي كتاب أو حتى ورقة بحث تتناول وتسلط الضوء على المساهمة الغنية للقسم العربي من إذاعة عموم الهند.

مجلة ثقافة الهند:

 كان مولانا أبو الكلام أزاد أول وزير للتعليم في الهند المستقلة. وحيث أنه ولد في مكة، كان مولاناآزاد مرتبطًا بالدول العربية والإسلامية بشكل قوي حيث تأثر كثيراً بالإعلام العربي لاسيما الاعلام المصري ولذا نجد أنه سمى الصحف والمجلات الأوردية التي قام بإصدارها بعد الصحف والمجلات المصرية مثل البلاغ والهلال ووبعد أن تولى منصب وزير التعليم في الهند المستقلة قام باتخاذ بعض المبادرات لتقوية الروابط بين الهند والدول العربية. وخطط لتعزيز العلاقات الثقافية على المستوى الحكومي وتعزيز التواصل بين شعب الدول العربية والشعب الهندي.  ولنيل هذا الهدف المهم، أنشأ مولانا أزاد المجلس الهندي للعلاقات الثقافي (ICCR) في عام 1950م. ومنذ شهر مارس من نفس العام بدأ يصدر مجلة ثقافة الهندمن المجلس الهندي للعلاقات الثقافية. وقام المجلس المذكور أعلاه بإصدار خمس مجلات فصلية باللغات العربية والإنجليزية والهندية والفرنسية والإسبانية من أجل تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين الهند والناطقين بهذه اللغات. وكان الهدف الأساسي لهذه المجلات هو تطوير التفاهم الثقافي المتبادل بين الهند والدول الأخرى.

منذ نشأتها وحتى الى الآونة الأخيرة تصدر مجلة ثقافة الهند الفصلية الحكومية باللغة العربية على أساس منتظم دون فشل وتؤدي دوراً حاسماً في تحسين مستوى الصحافة واللغة العربية في الهند. من محرره الأول السيد عبد الرزاق مليح آبادي إلى محرره الأخير السيد احسان الرحمن، وقد ارتبط عدد كبير من أشهر علماء اللغة العربية بهذه المجلة المرموقة.  يرغب معظم أساتذة اللغة العربية وطلابها في نشر مقالاتهم وأبحاثهم في هذه المجلة بسبب التقدير الذي تحظى به المجلة بين المجلات العربية الأخرى في الهند. وتعتبر هذه المبادرة التي اتخذها مولانا أبو الكلام آزاد أول جهد متنظم من قبل الحكومة الهندية بعد الاستقلال لزيادة التعاون الثقافي بين الهند والدول العربية. ومثلت مجلة ثقافة الهند هذا الدورالعظيم المهم لتكون بمثابة جسر بين الهند والعالم العربي الى نسختها الأخيرة حينما قررت الحكومة الهندية بقيادة السيد ناريندرا مودي بإغلاق هذه المجلة المرموقة في العام 2018م. وقام مولانا آزاد بزيارة دول غرب آسيا من أجل تعزيز العلاقات الثقافية في شهر مايو عام 1951م.

 ومن هنا يمكن أن نقول إن مبادرة مولانا أزاد بإصدار مجلة ثقافة الهند ونشاطاته الأخرى ذات الصلة كانت لبنة أولى ومحاولات رائدة في تاريخ الصحافة العربية في الهند. ومنذ ذلك الحين قامت الحكومة الهندية باتخاذ خطوات عديدة لتعزيز الروابط الثقافية والصحفية بين الهند والعالم العربي.

مجلة صوت الشرق:

كانت حضارة الهند ومصر تعتبران حضارتين عظيمتين في العالم كله منذ قديم الزمان. وقد وجد التبادل الثقافي بينهما منذ زمن بعيد. وبعد ما نالت الهند ومصر الاستقلال من الاستعمار البريطاني في منتصف القرن العشرين، نال هذا التبادل الثقافي بين البلدين قوة وزخما جديداً ولعب مولانا آزاد دوراً هاماً في هذا الشأن. بعد خمس سنوات من الاستقلال، بدأت السفارة الهندية بالقاهرة تصدر مجلة شهرية ثقافية مصورة بعنوان صوت الشرق وذلك منذ شهر أكتوبر عام 1952م. وأول محرر لهذه المجلة كان الصحفي المصري خليل جرجيس خليل. وكان الشعار المكتوب على كل مجلة هومجلة ثقافية مع رسالة لتعزيز العلاقات بين الهند والعالم العربي ويصدرها مركز المعلومات التابع للسفارة الهندية بالقاهرة. وكان الهدف الأساسي لهذه المجلة هو تعريف العرب بشكل عام والمصريين بشكل خاص بالتراث الهندي الغني وثقافتها الثرية. تضمن محتوى هذه المجلة مجالات مختلفة من الثقافة والحضارة إلى الاقتصاد والسياسة، ومن أحدث التطورات في العلوم والتكنولوجيا إلى الفن والثقافة والدين والدبلوماسية.  وقد شكل العديد من المقالات المترجمة حول الهند وشعبها جزءاً من المجلة بشكل منتظم. وشمل المساهمون في هذه المجلة الكتاب العرب بمن فيهم الروائي نجيب محفوظ والكاتب حسن زيات. ومن هنا يمكننا القول إن مجلة صوت الشرق لعبت دوراً هاماً وقدمت مساهمة بارزة وحيوية في الصحافة العربية إضافة إلى مساهمتها الكبيرة في تعزيز العلاقات الثنائية، وبالتالي استطاعت أن تحتل مكانة بارزة في قائمة المجلات العربية الصادرة تحت رعاية الحكومة الهندية.

مجلة صوت الهند:

تتولى السفارة الهندية في جمهورية مصر العربية بإصدار هذه المجلة المرموقة. وهي مجلة ثقافية ملونة تحمل شعار مجلة ثقافية تحمل رسالة لتعزيز العلاقات بين الهند والعالم العربي ونجد هذه التقاصيل على غرة كل عدد من المجلة. المحرر الحالي للمجلة هي منى عبد الكريم.

تركز هذه المجلة على الجوانب الثقافية وتقدم الثقافة الهندية الغنية والتقاليد والمهرجانات والتعليم وغيرها من نواحي الحياة الهندية للقراء في مصر بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام. ونقدم تفاصيل محتويات عدد من المجلة لكي نتعرف عليها، فعلى سبيل المثال، يشمل العدد 499 من هذه المجلة البيان المشترك للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ويسلط الضوء على العلاقات الثنائية الهندية المصرية في ضوء زيارة السيسي إلى الهند وتقدم للقراء مستجدات في العلاقات الاقتصادية بين الهند ومصر بالإضافة الى تغطية الاحتفالات بيوم الاستقلال في الهند، والدروس المستفادة من العلاقات الهندية المصرية. يتم نشرفي المجلة العديد من المقالات المترجمة يكتبها الهنود البارزون حول مواضيع ذات الصلة.

ومع تقدم الزمان شهدت روح هذا التبادل الثقافي تجسيدا مؤسسيا حيث يقيم المركز عددًا من الأنشطة بما فيها الأنشطة الفنية مثل معارض الأفلام، ومعارض الكتب والصور، إلى معارض الموسيقى والرقص وما الى ذلك، وتشمل النشاطات الدراسية لهذا المركز عقد المحاضرات والندوات وتنظيم دروس في الأطعمة الهندية وتدريس اللغة الأردية والهندية ودروس اليوغا. ومن خلال هذه الأنشطة يقوم المركز بنشر الثقافية الهندية وتعزيز دورها في مصر.

مجلة الهند بدمشق:

مجلة الهند هي مجلة عربية كانت تصدر كل شهرين من السفارة الهندية بدمشق منذ عام 1972م. يكتب شعار هذه المجلة على غرتها بكلمات أنها مجلة ملونة تصدر كل شهرين من قبل السفارة الهندية في دمشق بهدف تعزيز العلاقات الثنائية الودية وزيادة التعاون بين الهند وسوريا. تغطي مجلة الهند العلاقات الثنائية بين البلدين وتقوم بتغطية خاصة لأي زيارة ثنائية للمسؤولين من كلا البلدين. إلى جانب ذلك، تقدم المجلة صورة عن الهند وحضارتها وشعبها وأحدث التطورات التي حققتها الهند في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا.

كما تعطي المجلة الأولوية للمقالات التي تتناول العلاقات الهندية - السورية مع آفاق الماضي والحاضر والمستقبل. وفي عام 1996م بدأت المجلة زاوية جديدة منتظمة بهدف مناقشة علاقة الهند مع مختلف الدول العربية بالتركيز على العلاقات التاريخية والأوضاع الراهنة والآفاق المستقبلية في مختلف المجالات.

وبتفحص الموضوعات والقضايا المختلفة التي تتناولها المجلة نجد أن المجلة وضعت التعريف بالهند من أهدافها الأولية من خلال تقديم الهند وثقافتها إلى الشعب السوري من أجل تعزيز التفاهم والتعاون الثقافي بين البلدين.

نأخذ على سبيل المثال، عدد سبتمبر- أكتوبر 2011 من 40 صفحة ومقالات تتناول مهرجان ديوالي وديسرا ونبذة عن الكاتب الهندي طاغور والممثلة كاجول وولاية هيماتشال براديش ومرور مئة عام من معهد التكنولوجيا ببنغالور IIT Bangalore ومشاركة الهند في معرض الكتاب الدولي في دمشق. في مقال رئيسي كتبت رئيسة التحرير مايا المصري الشريف:نقدم لكم هذا العدد من مجلة صوت الهند مليء بالمقالات المختلفة من مجال الصناعة والاقتصاد والثقافة والعلوم والدراسات العليا. بالإضافة إلى ذلك، نحن نقدم مقالات تتعلق بالسياحة حسب العادة ونسلط بعض الضوء على مهرجانات الهند. مجهودنا الكامل هو أن تفيدكم أكثر. نشرت صحيفة الدستور العمانية تقريرا حول صدور عدد جديد من مجلة الهند وكتبت في تقريرها بأن مجلة الهند هي مجلة دورية تصدر عن السفارة الهندية بدمشق كل شهرين، وجاء العدد الجديد في 38 صفحة من القطع الكبير مشتملاً على مقالات رئيسية وثقافة وفقرات متنوعة.

أما المقالات الرئيسية فهي: كلمة رئيس التحرير، وخطاب سفير الهند على شاشة التلفزيون العربي السوري بمناسبة الذكرى 54 لعيد جمهورية الهند، وفاراناسي.. المدينة الخالدة، والديمقراطية تقهر الارهاب والانفصالية سكان جامو وكشمير يمارسون حقهم الانتخابي، وأخبار من الهند. وفي باب الثقافة نقرأ: بريق الذهب والهند في الادب العربي، وتقاليد الزواج في الهند، والشاي كما يحبها المهاتما غاندي، والشمس في الحضارة الهندية، وحكم من الهند، والنقود المعدنية للأباطرة المغول. وأما الفقرات المتنوعة فهي: حفنة قمح، والموز دواء عام، وشعر: سليل الفجرين... وبوذا وكونفوشيوس، وتعليم اللغة الهندية ماترا يان، والمطبخ الهندي، وأومليت بالكاري، ورسوم كاريكاتيرية من الصحافة الهندية وبريد القراء.

تمتاز مجلة الهند بمستواها الرفيع من جهة اللغة والمحتوى وجودة الطباعة، وبالتالي تركت تأثيراً إيجابياً على السوريين، وخلال الآونة الأخيرة شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تحسنا.  

وفي نهاية الكلام يمكن لنا أن نقول بأن الحكومة الهندية وذلك من خلال نشر هذه المجلة الرائعة، لم تنجح في تعزيز العلاقات الثنائية فحسب، بل قامت بدور عظيم في تعزيز الصحافة العربية وتحسين مستواها من بين المجلات العربية الصادرة من الهند.

مجلة آفاق الهند:

مجلة آفاق الهند هي في الحقيقة النسخة العربية من المجلة الهندية الرائدة وجهات نظر الهند (India Perspectives) والتي تقوم بنشرها وزارة الشؤون الخارجية بجمهورية الهند. وتخرج هذه المجلة في 16 لغة وترسل إلى 170 دولة حيث تحمل معلومات قيمة مثيرة للاهتمام عن ثقافة الهند وتقاليدها الغنية وتلعب دورها في سد الفجوة الثقافية بين الهند والبلدان الأخرى.

وتقوم هذه المجلة بتغطية مقالات تتحدث بدقة عن كيفية تبني الهند للاتجاهات المعاصرة في الفن وأسلوب الحياة، إلى جانب الخطوات الجديدة التي يتم اتخاذها في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

بدأت هذه المجلة تصدر باللغة الإنجليزية منذ عام 1988م ولكن النسخة العربية بدأت تصدر في عام 1992م. وهي مجلة ثقافية وأدبية مصورة تصدر كل شهرين. وكان أول محرر للمجلة السيد ديليب سينغ الذي قام بإصدار النسخة العربية لهذه المجلة. ومعظم المقالات بل كل المقالات المنشورة في هذه المجلة العربية تكون مترجمة من النسخة الإنجليزية وتقدم لمحة عن أنشطة الهند في مختلف المجالات.

يختلف المحتوى في المجلة من مجال إلى آخر، ومن الرياضة إلى السياحة، من العلم والتكنولوجيا إلى الأنشطة الأدبية والثقافية. ويحمل عدد يناير- فبراير عام 2017م اسم المحرر السيد فيكاس سوروب ويحتوي على 92 صفحة ويتضمن مقالات مختلفة تحت العناوين الرئيسية بما فيها الشراكة والتقدم والمبادرة والدفاع واللقطات والحرف والتراث والفن والسفر والأطعمة والقضايا المالية.

كما نشرت المجلة مقالات حول القادة والعظماء من التاريخ الهندي مثل المهاتما غاندي وجواهرلال نهرو ومولانا آزاد. وعلى الرغم من أن جميع الحقوق محفوظة ولكن المجلة تمنح الحرية لإعادة النشر والإنتاج لمقالاتها بشرط ذكر المصدر.

تعتبر مجلة آفاق الهند مجلة رسمية تمثل الهند في بلدان مختلفة وعن طريق إصدارها باللغات المتعددة فإنها يزيد عدد القراء في جميع أنحاء العالم ويقدم مساهمة غنية في الأنشطة الصحفية في اللغات المختلفة. قامت الحكومة الهندية باتخاذ خطوة مهمة وصادقة بنشرها باللغة العربية للتواصل مع الشعب الناطق باللغة العربية.

ملخص القول بهذا الصدد أن الحكومة الهندية بذلت جهودها القيمة لإثراء الصحافة العربية في الهند. ولو أن هدفها الأساسي كان توطيد العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة من الحياة وبالأخص مجالات التجارة والاقتصاد بين الهند والعالم العربي ولكن الحكومة أعطت الأولوية أيضاً لتعزيز العلاقات الثقافية بين العالمين.

يعتبر إصدار المجلات العربية من البعثات الهندية المختلفة من العالم العربي خطوة هامة ومعلما مهماً في تعزيز العلاقات الثنائية حيث لعبت هذه المجلات دورا قيماً في تاريخ الصحافة العربية في الهند ولا يمكن أن يتجاهل أي باحث عن نشأة الصحافة العربية وتطورها في شبه القارة الهندية. وهكذا تعتبر نشريات الإذاعية باللغة العربية من بلد غير عربي خطوة تحمل أكثر أهمية ولها دور لا يستهان به في تاريخ الصحافة العربية في الهند.



رشيد سبابو

المؤسس و مدير التحرير

إرسال تعليق

أحدث أقدم