و في وجود غير الوجود الذي نعرفه ، حدث و أن بدأ حوار قصير، غير أنه كان عميقاً لدرجة تجعل ذاتك يخالجها شعور ربما لن تقدر على وصفه ، صدقاً كان عميقاً ؛
- أخبرني فحسب ! مالذي تبحث عنه ؟
- صدقاً يا شريكي ، أنا الآخر لا أدري
- يجب عليك أن تعرف ، و فلتعلم أنك تؤثر علي بذلك
- إذن ساعدني قليلاً ، فأنت الأذكى بيننا
- حتى لو ساعدتك فإن سيدنا سيأخد برأيك كما يفعل دائماً ، فقراراتك هي من تسيطر دوماً
- أوافقك الرأي دائماً و كم أتمنى لو تخالجني برودة مشاعرك و لو قليلاً فقط .
- يا شريكي ! صدقني ؛ إن لكل منا دوره في الدنيا ، أنت القلب مكمن المشاعر و الأحاسيس و مصدرها ، تحس حباً أو كرها و لا أحد يجادلك في ذلك ، أما أنا ؛ العقل منبع الأفكار ، آلة باردة المشاعر كل ما يهمها هو مسلك تخرج به من وطآت الحياة ،كل منا له دوره في هذه الدنيا ، لذلك كن ذاتك و لا تحاول أن تكون غير ذلك وضع نصب عينيك تحقيق هدفك في الحياة
- أحياناً ، قد نشعر بالضياع لمجرد أننا اشتقنا ، و الحنين و الشوق لهم فقط إلا عقبات في طريقنا نحو أحلامنا ، نَحِنُّ لماض كنا فيه حثالة بَدَلَ السعي لمستقبل نغدو فيه أسيادا على أنفسنا ، هذه فطرة في بعضنا و صدقاً يجب تغييرها
- لا تتحدث عن التغيير كما لو كان شيئاً صغيراً ، فهو من أصعب ما يعترضنا ، فلو كان التغيير بيدنا لغيرنا الكون كله وفق ما يناسبنا و بحسب الشكل الذي يخدم مصالحنا، و بالطبع هذا ينم على الأنانية و حب الذات و هي لصفات يجب الإقلاع عنها
- التغيير هو ذلك السهل الممتنع ، هو ذلك السراب الذي تراه واقفا نصب عينيك ، ينتظرك حتى تأتي إليه ، لكن بعد بلوغك إياه لا تستطيع لمسه ، هو ليس ملموسا ، فقط يمكنك أن تحس بقليل منه ، لكن التغيير المطلق يراه الغير فيك ، هكذا أتصور التغيير و اعذرني إن لم نتوافق حول الأمر
- كفانا لغوا طويلا عن التغيير ، ماذا سنفعل الآن في معضلتنا ، كيف سنسير قدما نحو مستقبل غامض ، كل منا يخطو فيه بخطى خاصة به ، اختياراتنا تختلف ، توجهاتنا تكد تصل أحيانا حد التناقض التام ، حقا ما الحل ؟
- برأيي أشعر أن لا مخرج من هذا الأمر ، هذه فطرة فينا و لا يسعنا التمرد عنها ، في الغالب كل يصب في اتجاه معين عند اعتراض أمر لنا ، وعلى سيدنا الجنوح إلى رأي أحدنا
- في الغالب يختار السير في صفك يا صديقي
- ربما ذلك بسبب ميله للعاطفة أكثر، البشر هكذا منهم العاطفيون و منهم العقلانيون و منهم من يجمع بين الإثنين معا يلبس قبعة كل واحد منهما في الأمر الذي يتطلب ذلك ، تقبل الأمر قليلا
- يبدو الأمر صوابا من الناحية التي طرحتها ، لكن يوما ما سيتغير سيدنا ، الخيبات و الصدمات كفيلة بقلب تفكير الشخص رأس على عقب ، و هذا سيحدث في يوم ما و حينئذ ستكون قراراتي ذات وزن و حينها أنت من ستطرح عليه مسألة التقبل.
التسميات :
نصوص وخواطر