إن الناظر إلى الجو الذي يعيشه المغرب منذ مدة ليست بالقصيرة، والممتدة إلى يومنا هذا، يرى فيه زعزعة وعدم إستقرار، على المستوى الإجتماعي والسياسي بالخصوص؛
ولعل لهذا الوضع علاقة بالتغيرات العالمية ومايعيشه المعمور من إختلالات على كافة المستويات، لكن مايهمنا هو أن نعطي تحليلا متواضعا عما نعيشه داخل المغرب.
أما على المستوى السياسي، فنرى التخبط واللاتناغم بين سياسات الواقع وبرامج الحملات الإنتخابية، من إرتفاع في الأسعار ( المحروقات، السلع الإستهلاكية، المواد الغذائية..) وهو مايبرر بالتماشي مع السياق العالمي، لكنه عذر واه ولا أساس له من الصحة، وكيف له أن يكون عذرا مقبولا ونحن نرى أسعار النفط مثلا، لاتستقر على حال، إذ تعرف إرتفاعا تارة وإنخفاضا تارة أخرى على المستوى الدولي، لكن على المستوى المحلي، لايؤخذ هذا الإنخفاض بعين الإعتبار؛ والإرتفاع في الأسعار لا يوازيه أي إرتفاع في الدخل، بل على العكس، يوازيه رفع الدعم عن المواد الغذائية الأولية والأساسية..
زيادة على هذا، حالة الطوارئ الصحية لازال معمول بتمديدها في البلاد، بالرغم من أننا لانمر بمرحلة وبائية تدعي ذلك، أليس في القانون المنظم لحالة الطوارئ مخرج شرعي للنخبة السياسية لإطفاء الغضب إن تم التعبير عنه بطريقة كلاسيكية؟