جراح لا تلتئم! - إيمان زييور

 




جلست ذلك اليوم،و حاولت تذكّر قسمات وجه ذلك الغائب عن عيني.حاولت بشدّة أن أتذكر كل قسماته، 

كانت رغبتي في التذكر تفوق أي رغبة أخرى.

حاولت التنفس، لكن أنفاسي تصاعدت أكثر فأكثر، قرّرت أن أتذكر صوته إذن، فإن خانتني ذاكرتي في استحضار صورته كما أردت أنا، فالصوت يكتسح مكانا ما... داخل روحي...كانت تلك الثواني القصيرة جداً، فيها تأمّلت أن أستطيع سماع صوته مجدداً... كان ذلك كل ما فكرت فيه و كل ما أردت. 

تأرجح كياني بين الواقع و الخيال ،الوهم و الحقيقة ، لأدرك مرّة أخرى أنّني مازلت في مكاني، وأنّ المحاولة لم تجدي...تسمّرت للحظات، تذكرت تسجيلات صوتية أرسلت لي فيما مضى، لكنني لم أجرؤ يوماً ،بل أظن أنني حينها لم أتقبّل حقيقة أنّ ما بقي لنا منه هو مجرد تسجيلات. 

لكنني الآن في هذه اللحظة أشتاق جداً ،حقا أشتاق...

في كل ملتقى أذكر سندي الراحل،الذي لا الوقت و لا الحياة أنستني إياه كما قالوا لي ذات مرّة...

وعلى  الرّغم من أنّي كنت أعلم جيّداً أن سماع صوته بعد كلّ هذه المدّة. سيفتح جراحاً أخرى...تضاف إلى تلك القديمة التي لم تلتئم بعد. 

رغم ذلك...أمسكت هاتفي و شغّلت التّسجيل....

لا أدري هل كنت في السماء

أم في الأرض

كان ذهني صافياً

لم أكن أفكّر

كان كما لو أنّه يخاطبني



Post a Comment

Previous Post Next Post