تقودني يداي لأكتب لك - هاجر محمد عبد الجليل

 



تقودني يداي لأكتب لك،لك أنت بالذات... فأنت الصديق الذي لم أحظى به و الأب الأخر لروحي،أستعيرك ككتاب أبى قلبي أن يعيده للمكتبة، كي لا يقرأه أحد سواي لأحكي لك ألاف الحكايا التي عشتها اليوم و كل يوم...  تلك الحكايا التي تألمت إثرها كل خلية بجسدي حتى النخاع!

اليوم تقودني قدماي نحو المجهول، تقذف روحي أخر جرعات الأمل و أفقد كل وسائل النجاة،

اليوم صيفي جدا حيث إحترت بين شراء المثلجات ،و بين شنق نفسي و الإختفاء للأبد...

هذه الأرض تفتقر لكل ملامح الحياة و من يسكنها ليسوا سوى أموات،هل سمعت مسبقا عن الحياة بعد الموت؟انها هذه الحياة التي يعيشها كلانا،نعيشها فقط لأننا لا نستطيع أن نموت!

جال في خاطري أن أستمع للموسيقى حالما إستيقظت ولكن الموسيقى للأحياء وأنا ميتة لا حول لي و لا قوة!

الهواء البارد في الخارج يعيد خلق الأشياء بشكل مختلف، يجعلني أتفقد روحي مجددا لعل وسائل النجاة قد أتت و لعل الأمل ما زال موجودا. أتفقد قدماي لعل طريق اليأس هو نفسه طريق الأمل, متجردا من كل تفاهات الأمل الذي لم يولد بعد.

وصلت الى جامعتي بعيون  تفيض دمعا، بطيف خالي من الحياة و جسد منهك...

أبطال ذو عزيمة يكافحون وسط الظلام وسط الظلم و القهر...

يبدو الوطن ميتا على الخريطة!

أهرب من جامعتي و من وطني و من نفسي،أهرب كمهاجرة غير شرعية،أركض كعسكري وسط حرب تتساقط أجساد رفاقه بجانبه كتساقط أول الثلج،أهرب ولا أعلم الى أين أذهب!

جامعتي تلفظني خارجها بكل إشمئزاز،أنا التي لم يعد لي مكان هنا أجر أذيال الهزيمة و أركض ركض الخائفين أحمل بيدي حقيبة و حلم و قلبي،أحمل إنتصاري و هزيمتي،اركض بعيدا عن الدين بعيدا عن الوطن بعيدا عن نفسي،أركض لأبتعد عني وكأنني لا أعنيني!

أنا اليوم كلون أبيض، كرقم صفر ككل الأشياء التي لا قيمة لها!



رشيد سبابو

المؤسس و مدير التحرير

إرسال تعليق

أحدث أقدم