مصاب بالحيرة - إلياس الخطابي

 



نمت ليلة أمس متأخرا ، وحلمت أني لم أعد أنا . تحولت من الشخص الذي أنا عليه منذ الطفولة إلى شخص آخر غريبا عني ،لا أعرفه ولم أره ولو مرة واحدة طوال عيشي في الحياة . 

 

إستيقظت من الحلم فزعا ، ذهب مني النوم إطلاقا ، أصابتني الحيرة ، والخوف أيضا . تحسست جسدي ،شعرتني أني ألمس جسدا آخر غير جسدي . قلت لنفسي بصوت مرتفع :

-يا إلهي . ما هذا الذي يحدث معي ؟ 

 

أغمضت عيني ، تنفست بعمق ، وكررت ذلك لأكثر من مرة . أخذت قنينة ماء صغيرة كانت تحت وسادتي ، شربت قليلا من الماء ، بعد ذلك بقليل ، بدأت الحرارة تنخفض من الجسد الذي تغير عني ،وأصبح جسدا غير جسدي . 

 

دار في خلدي الكثير من السيناريوهات ، والحماقات ، والشكوك، والوساوس . خفت أن أفقد ما تبقى من عقلي وأجن ، ثم سأصبح إنسانا لا يشعر ، ولا يعرف ماذا يحدث معه ، ولا ما يحدث في الواقع . نهضت بسرعة من الفراش ، توجهت للمرآة ، حينما رأيتني ، لم أبتسم ، ولم أستغرب . تأملت الشخص الذي أراه في المرآة كثيرا . قبل أن أمر للمرحاض لأفرغ مثانتي ، وأغسل وجهي ، حدثني الشخص الذي رأيته في المرآة قائلا :

-من أنت أيها الشقي ؟ 

أجبته وأنا أرتعد :

-أنا هو أنت 

 

كنت أود أن أضيف له شيئا آخر ، لكنه إختفى فجأة ، وبسرعة  . بدت لي  المرآة فارغة ، لا أرى فيها سوى حائط الغرفة المعكوس . ذهبت ، غسلت وجهي ، ورأسي بماء بارد ، ثم عدت للمرآة معتقدا أني هذه المرة سأراني ، ولن  أرى الشخص الغريب عني ، لكني لم أظهر ، ولم أر أحدا في المرآة . 

 

إستيقظ صديقي من النوم ، حينما رآني ، غير نظراته . أتى عندي ، وظل يتفحص وجهي ، وجسدي كله . سألني :

-ماذا أصابك ؟ 

أجبته :

-أصابني كل شيء ، لقد أصبحت شخصا آخر غير الذي كنته ليلة أمس .




رشيد سبابو

المؤسس و مدير التحرير

إرسال تعليق

أحدث أقدم