لما كل هذَا الخصام . . .
و نحن غريقَان في كومة قش
نتجَرع فَشل البِلاد ...
وَ نقارِب بين الزيت والعسل
و سيد البلدان . . . مسافرا بين الكواكب
يوما في عطارد ويوما في زحل
لما كل هذَا الخصام...
و الشهم فيكم من ظلِّه يرتعد
ما كل مغْرور ينجيه غروره
و ما كل ضرير تهاجره النعم
حرموك يَا وطنِي...
حرموك من العيش الكريم
و أَشبعونا الأَماني . . .
حتى فرحنا فرح السقيم حين يتْركه المرض
وصفق الشعب الغبي كعادته
على زواج آخر معزة في الحي
لما كل هذا الخصام ...
حتى الدجاج خاصم بيضه وهجر
ما نفعتكم قصائد أَبو القاسم الشابي
و ما هزتكم نسمات الأملِ
خزيا وعارا عليكم...
من مات منكم فرح لموته الوطن
و صفق الشعب الغبي كعادته
على لحن المواجع يكتب مصيره تحت القدم
لما كل هذا الخصام...
وقرطاج حزينة جدا
و القيروان غزاها ضعف الحديث والطرب
والزيتونة الشامخة تطلب الموت على عجل
اِرحموا الأَوطان قاطبة
وانزعوا عن بلادي هذا الكفن...
عفوا . . . بل هذَا العفن