صمت، عدم، هدوء، انفجار وبداية
نفخة عظيمة من وحي الخالق المبدع بأمر كن فيكون، فتقت السماوات عن الأرض، تمدد لا متناهي نشأت في طياته أجزاء كون بديع مليء بالأسرار. نجوم، كواكب، أقمار، كويكبات، مذنبات، نيازك، ومجرات. والكون في تمدد مستمر ومخيف، أرض، بحار، أنهار، جبال، تربة.
وقذف بالكائن، كائن بورقة رابحة تدعى العقل، سقط من عالم المثل منزلقا بانسياب عبر منحنيات الكون وصولا إلى أرض مستقر له إلى حين، وكأنه النسخة المصغرة للكون، لا يخلو عنه غموضا وتعقيدا، ذاك الذي قيل عنه يحسب نفسه جرما صغيرا وفيه انطوى العالم الأكبر.
كائن عجيب متعجب في الكون، تعجب الطفل في وجه أمه، يرى فيه تفاصيل تشعره بالإنتماء الحقيقي والترابط الأثيري والحب الأزلي، حضنه وغذاؤه، يطيل فيه التأمل وهو يقول:
أنا منك وأنت مني، أراك يا كون تختبئ خلف قناع الغموض ولكن التشابه بيننا كشفك، أنمو وتنمو، أشيخ وستشيخ، نهايتك كنهايتي، سأنكمش وتنكمش، أنا زائل وستزول. فيبتسم الكون ضاحكا بنور الشمس الوضاحة، ملوحا للكائن من الأفق، تشبتني فآيتك التدبر، حكمت عقلك فوجدت لحل لغزي السبيل، ولكنك يا بني ما أوتيت من العلم إلا قليلا. صمت الكائن في رهبة وريبة من أمره، فانشرحت روحه مؤمنة بسيد الكون ومحركه، فنادت مولاي ذاك العظيم سبحانك. علاقة كون وكائن في انسجامها وتناغمها فرى ملامح النور إلى .التصديق بالله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد