يارا - هشام الكرناوي

 



وأمطرت سماء أغسطس دمعا

على فاجعة عشية لمعونة 

أغسطس المشؤوم

يارا اليوم أمام ناظري 

ترتب شعرها الحريري

أراقبها من بعيد دون أيما اقتراب

تلمحني يارا وتدنوا باسمة نحوي

تهمس لقلبي

'' ألا زلت تحبني ؟ '' تقول

'' حقا لا أحبك وأرجو دوام هذا 

عيناك لازورد مشرق

يُذْهِبُ نور عيوني 

يغمرني ظلمة ويزيدني شوقا

يسلبني توازني

وأنا 

أنا عديم التوازن

فلماذا سأحبك ؟ 

******************************

صوتك مثل شدو عصافير نيسان

يغتال حاضري ويغرقني في الأمس

يسحبني للبعيد البعيد

إلى دهور مضت حيث كنا

لا نفارق بعضنا

و يزيدني امتعاضا على فراق

فراق لم يكن لي فيه أيما خيار

حقا ! لماذا قد أبقي على حبك حيا ؟

******************************

وأنت تمشين ببطء

يزيد حنقي أكثر

مشيتك البطيئة الجريئة

تجعل الأرض من تحت قدميك 

تخالك فراشة نيسان ضائعة

خطواتك الثقيلة تسرِّع نبض الفؤاد

كمن يهرول هاربا من حتفه

فقولي لي 

لم سأظل أحبك ؟

******************************

حقا ، لا أحبك وأرجو دوام هذا 

يارا 

يارا التي أحب 

كانت ولازالت أجمل ما أبصرت عيوني 

لكن أنت 

يارا 

يارا التي لا أحب 

تحضرين في كوابيسي 

تراقصين نسمات برد نيسان

مثل طاووس يلاعب ذيله الجميل

يارا 

يارا التي أحب 

عاهدتني على أن تبقى

دوما إلى جانب روحي

أقسمت على أن لا تفلت يدي

أما أنت ، يارا

يارا التي لا أحب 

أخجل من ذكرك

لا

بل أمقت حتى تذكرك

******************************

أكره وصف ما تبقى

من جثتك الحية

فأنت مثل نخلة 

ولدت في نيسان 

وفي أغسطس فارقت دنياي

قرنين وما يزيد مضوا

على فاجعة الأَمْسِ

طويلُ هذا الزمان

ومؤلمُ هذا المآل '' قلت في نفسي

'' ما بالك ؟ تعتنق الصمت هكذا '' قالت

'' أتحبني '' قالت

'' لا أدري '' قلت. 



رشيد سبابو

المؤسس و مدير التحرير

إرسال تعليق

أحدث أقدم