أعترف، أخفقت كثيراً و بشدّة ومن جميع النّواحي الممكنة، اتخذت قرارات لم تناسب سوى مخاوفي حينها، وسقطت في القعر الذي يستحيل أن ينجو منه من لا يملك أجنحة، لكنني حافظت على هدوئي لأنني كنت أدرك أنني مهما صرخت، ومهما ناديت، ومهما بكيت لن يسمعني و لن يغيثني أحد سوى الله، وكذلك لأنه رغم امتلاكي لشخصية هلوعة تخشى الحياة.. لم أخف يوماً من السقوط أو التراجح أو الإنحدار، لم أخف من فقدان "المكانة" و خسارة " الألقاب" بل ما كنت أرتعب منه هو الصعود السريع و القمم الغير مستحقة و النّجاحات المدفوعة الأجر و العلاقات القائمة على المصالح النفعيّة، الخالية من كل عاطفة أو شعور إنساني..
إن المرء سرعان ما يعتاد على أشجانه، و مصائبه ، وحياته القاتمة لهذا عندما يحاول البحث عن مخرج لن يزعجه النور إلاّ في البداية.
أحياناً أفكّر أنني ربما قد تعمدت الإخفاق، واخترت الفشل، ربما يناسبني الهامش أكثر لأنه يبقي على حقيقة كانت لتغتالها الأضواء و يطمرها حب الظهور..
ربما كان هدفي الأسمى، والغاية من وجودي يتحقق فعلياً في هذا القعر المظلم.
إن هذه البؤرة التي يعتقدها العالم موبوءة بالفشل و الفقر و الإحتياج تحوي كنوزاً لن يعرفوا عنها شيئاً أبداً ولو بدلوا العمر في سبيل ذلك..