إنني أنتمي إلى أولئك الحالمين،
الذين توطنوا الأرض رغم عبثها المفرط. . .
فإمتدت جذورهم عبر السماء،
وإفترشوا من السحب والنجوم
مهداً لهم .
أولئك الذين يدركون حق النفس على النفس!
وحق الغير على النفس!
الذين ينازعون الطبع البشري في التملق والنفاق!
فيتثبتون الحق كما تثبت الأم حبها لرضيعها!
ويؤصلون في العقل حجة ومنطق...
ويوطدون في الروح العشق المطلق...
أولئك الذين يؤمنون بعلامات القدر
وإشاراته الملهمة...
الذين تدفعهم نزعتهم الحالمة
نحو السير على النجوم!
دون التفكر في عمر الخطى ومصيرها
فلا يجذبهم الضجيج الكاذب ،
وإنما ينبضون في وهج السكون .
الذين يحملون أمالهم على أعناقهم
أبد الدهر ،
دون خشية أو يأس...
فلا يأبهون لأن يعلو صوت خطاهم
وإنما أن يترك أثر...
فتجدهم إما قد نالو ما سعوا !
وإما سعوا نحو ما صدقوا !
فلا يأملون أن يذكرهم التاريخ أو يمجدهم...
وإنما أن تنتصر خطاهم وتتأتى...
فيتموها حق إتمام ،
أو يتبع خطاهم من حمل له نفس مسعاهم!