امرأة عتيقة - رحمة يوسف يونس

 



 

أنا مجموعة ذرات تماسكت

بهيئة امرأة

وكل ذرة فيَّ، أبدية

وسحيقة

إذن أنا عتيقة

أعتق من الآثار التي تدهشك 

أو هي الآثار بعمري أنا

بعتقي

لكني لا أتمنى أن أكون تمثالاً لتتأملني

وأنظر أنا فيك بعيون متحجرة

كالآثار العتيقة تلك

 

أنا امرأة هشة

أشعر كل ذرة فيَّ مفترقة عن الأخرى

مادامت ذراتي غير قابلة للتلف والزوال

فلا أؤمن أنها تبقى حرة في الفضاء

كأن تصير مرة وردة في مزهريتك

أو حمامة بيضاء في سمائك

أو لؤلؤة في قلبك المقوقع 

أو دمعة في محيط عينيك الأسود

أو عطراً  على ملابسك

أو حتى حبراً تكتب به قصيدتك

وربما هذه الأخيرة أضمن بها الخلود

لكني أريد

أن نعيد ، التدوير

بما يليق بنا ، أنا وأنت

أن تتحد ذراتك وذراتي

 أن نكوِّن خلقاً جديداً

ونخلد سوية في جنة

لا أريد

أن تحترق ذراتِ كلٍ منا 

في ناره

لوحده

 




Post a Comment

Previous Post Next Post