نمت
ليلة أمس متأخرا ، وحلمت أني لم أعد أنا . تحولت من الشخص الذي أنا عليه منذ
الطفولة إلى شخص آخر غريبا عني ،لا أعرفه ولم أره ولو مرة واحدة طوال عيشي في
الحياة .
إستيقظت
من الحلم فزعا ، ذهب مني النوم إطلاقا ، أصابتني الحيرة ، والخوف أيضا . تحسست
جسدي ،شعرتني أني ألمس جسدا آخر غير جسدي . قلت لنفسي بصوت مرتفع :
-يا
إلهي . ما هذا الذي يحدث معي ؟
أغمضت
عيني ، تنفست بعمق ، وكررت ذلك لأكثر من مرة . أخذت قنينة ماء صغيرة كانت تحت
وسادتي ، شربت قليلا من الماء ، بعد ذلك بقليل ، بدأت الحرارة تنخفض من الجسد الذي
تغير عني ،وأصبح جسدا غير جسدي .
دار في
خلدي الكثير من السيناريوهات ، والحماقات ، والشكوك، والوساوس . خفت أن أفقد ما
تبقى من عقلي وأجن ، ثم سأصبح إنسانا لا يشعر ، ولا يعرف ماذا يحدث معه ، ولا ما
يحدث في الواقع . نهضت بسرعة من الفراش ، توجهت للمرآة ، حينما رأيتني ، لم أبتسم
، ولم أستغرب . تأملت الشخص الذي أراه في المرآة كثيرا . قبل أن أمر للمرحاض لأفرغ
مثانتي ، وأغسل وجهي ، حدثني الشخص الذي رأيته في المرآة قائلا :
-من
أنت أيها الشقي ؟
أجبته
وأنا أرتعد :
-أنا
هو أنت
كنت
أود أن أضيف له شيئا آخر ، لكنه إختفى فجأة ، وبسرعة . بدت لي المرآة
فارغة ، لا أرى فيها سوى حائط الغرفة المعكوس . ذهبت ، غسلت وجهي ، ورأسي بماء
بارد ، ثم عدت للمرآة معتقدا أني هذه المرة سأراني ، ولن أرى الشخص الغريب
عني ، لكني لم أظهر ، ولم أر أحدا في المرآة .
إستيقظ
صديقي من النوم ، حينما رآني ، غير نظراته . أتى عندي ، وظل يتفحص وجهي ، وجسدي
كله . سألني :
-ماذا
أصابك ؟
أجبته
:
-أصابني
كل شيء ، لقد أصبحت شخصا آخر غير الذي كنته ليلة أمس .