الروائية الإماراتية "أسماء سالم الكتبي" حاورتها الشاعرة المغربية "هاجر سكام".
بداية أود أن أشكرك علي قبولك دعوتي لإجراء مقابلة حوارية لفائدة مجلة صاعدة تعنى بالأدباء و الفنانين العرب. نتشارك من خلالها التجارب و الآراء و نلهم بها الشباب المبدع آملين في غد ثقافي أكثر إشراقة.
بداية كيف يمكنك التعريف بنفسك لقراء مجلة أبولو؟
أولاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبًا بأصحاب المجلة ومقدميها والقائمين عليها.
ثانيًا، مرحبا وأهلًا بقراء المجلة ويشرفني أن أعرف نفسي لكم، أنا كاتبة روائية
اختارت الرواية والسرد القصصي طريقًا لها للتعبير عن أفكارها وأفكار مجتمعها،
لملامسة مشاعره وأفكاره، ومناقشة قضاياه بطريقة مفيدة على أمل أن أقدم المفيد
والشيق والذي يظل في الذاكرة..
متى ظهرت لديك بوادر الموهبة وحب الكتابة؟
حب
الكتابة نبت معي في سن المراهقة، بعد ممارسة القراءة والانبهار من ذلك العالم
الشيق الذي يحيك الحكايات المسيلة والشيقة والتي تثير الخيال... فأول ما بدأت في
كتابته كان الرواية.. واستمررت فيها إلى الآن... مع كتابة بعض القصص القصيرة..
برأيك ما الحيز الذي يشغله الإلهام في العملية
الإبداعية وما الذي يلهمك؟
الإلهام
من أحد الركائز.. ولكن العمل الشاق والاستمرار في الكتابة هو الأساس.. الذي يلهمني
المجتمع والتأمل في ملكوت الله.. أحوال الناس قصصهم وأفكارهم، حتى أفكار مجتمعات
الغرب والشرق.. الإنسان وحياته ما يلهمني..
يواجه كل كاتب في بداياته صعوبات وعراقيل سواء
المتعلقة بالكتابة كممارسة أو بالنشر والتسويق و غيرها.. ما الصعوبات التي واجهتك؟
وما نصيحتك للكتاب الجدد؟
بداية
الصعوبات كثيرة، البداية قد تكون وردية زاهية المنظر... طبعًا ما يجمل الأمر دور
النشر لن أقول الكل، ولكن قد يكون النشر شيئًا لامعًا.. وبعد النشر ودفع المال لأن
القليل من لا يطلب منك تحمل التكاليف.. تصدم من حقيقة أن كتابك لا يصل إلى الناس،
لا يتم الإهتمام به بالشكل الكافي، وأن الأمر كله متروك على عاتقك، يمكن أيضًا ألا
يتم توزيعه على المكتبات.. نصيحتي للكتاب الجدد، هو اختيار دور النشر الجيدة،
الإهتمام بالمحتوى ومراجعته كثيرًا، التريث قبل النشر، والأهم هو أن يقرأ عملك عدة
أشخاص تثق فيهم ليتم نقده قبل نشره..
حدثينا عن أول عمل روائي صدر لك؟
أول
اصدار هو أوراقي المتساقطة.. قصة اجتماعية تناقش قضايا اجتماعية، والمشكلات
النفسية والعلاقة بين الأبناء والوالدين، وما لهم وما عليهم، في إطار من الأحداث
الشيقة والسرد الوجداني في البحث عن الذات والاستقرار النفسي والأسري.. وفي
النهاية تجد البطلة استقرارها النفسي والأسري..
" أرواح متعانقة" ، " أوراقي المتساقطة"،
" عيناك يا نورة" الملاحظ أن لعناوينك شاعرية و جمالية تفتح آفاق واسعة
للخيال و تستفز الفضول للاطلاع على المزيد. يجد أغلب الكتاب صعوبة في اختيار
العناوين كيف تختارين عناوينك؟
تم اختيار عناوين رواياتي بصراحة بعد تفكير
بسيط بالقصة التي ارتسمت في عقلي.. وقبل البدء في الكتابة... ولكل عنوان حكاية..
وأيضًا العنوان مناسب جدًا للمحتوى فهو يصف الفكرة الأساسية... أرى أن العنوان يجب
أن يرتبط بالمحتوى ويصف ما بداخله.. كما يصفه الغلاف..
ما هو العمل الأقرب لقلبك؟
أرواح
متعانقة. هي الرواية الثانية، وظللت أكتبها لمدة عشر سنوات.. فالفترة الطويلة
جعلتني أحبها كثيرًا..مع هذا أظن أن الكاتب يتعلق بالرواية التي يكتبها في وقتها..
ويخف التعلق عندما يكتب التي تليها ليتعلق بالأخيرة ويعيش في داخل شخصياتها
وأحداثها...
هل تعتقدين أن هناك أزمة قراءة؟ وكيف يمكن
للكاتب أن يكون جزءاً من حل الأزمة بدل أن يكون طرفاً فيها؟
في
الحقيقة شاركت في معارض الكتاب في فترة معينة، ورأيت من منظور آخر، وتمنيت أن أقول
للقارئ.. بعض الكتّاب يريدون فرصة.. أتمنى أن يتم إعطاؤهم الفرص.. هناك كتب ثمينة.
يمكن أن تتجسد أزمة القراءة في القارئ... وكما أننا قراء يجب علينا أن نبحث عن
الكتب التي تعجبنا. وقد يكون الوصول إليها فيه بعض الصعوبة.. ولكن في النهاية سنجد
المناسب لنا..
في عصر تطور الشبكة العنكبوتية و هيمنة
الرقمنة، من منظورك هل ينتصر الكتاب الرقمي
على الكتاب الورقي التقليدي؟
لا
أظنه انتصار، غير أن الرقمي يمكنك الوصول إليه بسهولة خلاف الورقي.. لقد تم تصعيب
الوصول إلى الورقي من خلال أن بعض الكتب احتلت المكتبات وبعضها وهي الكثير لا تجده
إلا بصعوبة وقد تبحث عنه ولا تجده.. بجانب أن أسعار الكتب الورقية بدأت ترتفع دون
مبرر...
هل من الممكن أن نشاهد أعمالك الروائية تتحول إلى سلسلة تلفزيونية حيّة؟ هل سبق أن فكرت بالموضوع..
أتمنى... نعم فكرت في الأمر، ولكنه صعب نوعًا ما..
أخيراً، ما مشاريعك القادمة؟
لدي عملين أقوم بكتابتهما حاليًا، واحد منهما قد شارف على النهاية وتصنيف جديد مرتبط بالخيال... والآخر رواية تاريخية ثقافية...
حوار جميل 🌹
ردحذف