واشهدني على نفسي وجيني
بظهر أبي وقال: ألست عبدي؟
أجبت: بلى وصلصالي شَهِيدٌ
فساعدني لأحفظ فيك عهدي
وقال: أنا القدير وأنت صنعي
فكن في الأرض مشكاة لحمدي
وكن في الكون مزمارا يغني
بشوق المؤمنين لصدق وعدي
أنا القيوم يا عبدي أطعني
وحاذر من هواك الْمُسْتَبِدّ
وأغرتني مفاتنها وسحر
سرى منها إلى الأوصال عندي
كأن بكأسها طال التمني
وكل سلافها للخلد يهدي
تعاهدني عهودا من مُحَالٍ
أصدقها ....فتبهتني بصدِ
أسارقتي أما يكفيك عمري؟
دعي لي بعض أيام لعودي
لقد نادى المنادي يا ابن طِينٍ
يسائلك الإله نسيت عهدي؟
ألم يان الرجوع إلَيَّ مشيا
على أشواك ذنب من تعدي؟
لئن تخطو بأقدام ثقالٍ
إلى قريي أرقت كؤوس بعدي
وذقت حلاوة لو ذاق منها
خضم مالح لجرى بشهد
أجاب الدمع عني يا إلهي
عصيتك لست أدري أين رشدي
هى الدنيا دخلت فتهت فيها
فدخت ولم أنل من حظ سعدي
وطلقت الهوى فيها ثلاثا
وجئت مشمرا أيدي التحدي
فعاملني كطفل لم يلوث
بذنب واجعل الأنوار مهدي
وخذ بيدي إلى خضر الروابي
فما هاض الجناح وأنت قصدي
وما خاب الرجاء وأنت ربي
تعاركني الخطوب ومنك ذودي
فيارب الجمال لقيت نفسي
بأقداس الجلال وطال وجدي
عزائي في بكاء الأرض موتي
ويشهد مسجدي ذكري وجدي