المراهق - الحسني العلوي إلياس

 



ملطخة بالدماء، يدي تكتب من تحت فراش دافئ ، موسيقى صاخبة و أذناي تحزن أيضا،  سكون و الجميع نيام.

أشاهد آخر فيلم بسجلي ثم أؤلف لنفسي أفلاما ، حدث رئيسي وحيد و كل أغنية بحبكتها، 

لست أنا ذاك المراهق الذي يتحدث عنه العالم ، سني و النضج و أني أرى جزء أصغر من العالم ؟ 

و ما العالم بالأصل أمام عالمي الصغير ، مرجعية ؟ 

لست المراهق ، نعم ، لا تجذب انتباهي خطابات التحفيز و لا أخاف المستقبل و محني المالية ، أكملوا تهديدي حول فشلي المهني و عدم حصولي على شهادة 

لست ما أنا عليه و ما كنت عليه كان نتيجة ألمي و ما عشت منذ لم أبقى طفلا كان ألما .

" المراهق " مصطلح اخترعه السياسي عندما أخبره النفسي أن المراهقة أزمة ، لم يخبرهم أننا نجونا منها مسبقا ، نحن متيقظون سيدي القاضي ، ألقي الحكم و لن نهتم .

ما بك يا أمي ، ما بك أبي أصبحت أبعد من أبعد أصدقائي المزيفين ، ما به الحب يسرق مني حظوظي ، ما بها الدمعة تتساقط فوق الكلمات ، تفقد القلم حبره و تفقدني الرغبة بالكتابة عني ، ما به العالم ؟ لن يتوقف و لن يتغير من أجلي  كما قلت يا أمي ، ما به هذا الذي يكتب ، كأني أشعر بالاشمئزاز و معرفة ردة فعل كل أحد منهم عند القراءة ، الاستمرار بطاعة أفكاري ، مدمن يعي الأذى و يكمل التعاطي ، سموني الثائر دون سلاح ، سموني الفاشل مؤقتا.

لا يتعلق الأمر بالمراهقة بقدر ما يتعلق بالشخص نفسه ، العالم يسير بخطى ثابتة على نفس المضمار ، بأحذية متشابهة ، من يعترض يدوس عليه الصف ، تدوس عليه التراكمات ، مخلفات الوحدة و العزلة ، ضريبة الاختلاف و الهرب نحو اهتمامات " لا تنفع و لا تجدي في هكذا عمر " ، لا تعطي المال و التواصل و العمل بأكبر شركات المدينة، حقا ؟ التواصل ، تظنون أن محادثة العبقري بينكم صعبة ؟ سأواجه الأقوى بينكم محملا معي أقوى وساوسي ، دون نوم ، بأبشع صوري ، بذروة انعدام ثقتي بنفسي و تحركاتي و كرهي لكل ذرة بوجهي اللعين ، كم مللت من رؤيته كل صباح متظاهرا أنه ليس لي ؛ حقا الآن ؟ تظنون أن حياتكم صعبة و تتفاخرون بالنجاح ، خلل بالأطروحة ، " قيلت مسبقا " ، سأعيد الصياغة : " حياتكم بلا معنى " ، أتقبل العجز و أتفهم أني جزء من هذا ، أتظاهر التجرد منكم بالكتابة ليلا  ، ثم غذا ، أظهر كالثمل بينكم كأني لم أقل شيئا، لا أظهر ذرة اختلاف بعد الآن.



رشيد سبابو

المؤسس و مدير التحرير

إرسال تعليق

أحدث أقدم