تمزقني أفكاري فأهرب إلى ذاتي، فتعاتبني هي أيضا فألجأ إلى الخيال.
لكل متاهة مخرج، إلا متاهة عقلي تضيء الدنيا أحيانا لتعيدني إلى رشدي، فيصبح كل شيئ سهل في عينيّ، حتى تصفعني جهنمية الواقع فأتوه في الخيال المدمر.
أتأمل قليلا ذلك الفلاح الذي يحرث الأرض ويشتغلها، فتقودني مخيّلتي إلى ذلك المكان، قبري، فأتفكر تلك التربة ... هل يجب عليّ حرث تربتي وتهيئة مكاني؟ ثم أتفكر جنون أفكاري فأعيد التأمل من جديد. فيلفت نظري ذلك الحمار، أهو مسكين؟ أم المسكين هو أنا !؟......
نحن ما يسموننا بالبشر، نجهل حقيقة الفلسفة، ليس الحمار بمسكين!
حمار يقود إنسانا، أنا أراه بينما تراه أنت إنسانا يقود حماراً.
النظرية باختصار، أن العمل يقود العدم، أي تقودنا أعمالنا لإثبات وجودنا، أما هذا الحمار فقد أثبت وجوده بعمله، وذلك الذي يقوده فهو يرأسه لا أكثر ولا أقل، أي أنه غير موجود.
بينما أنت تقارن ما أقوله بالمنطق يهرب بي الخيال، يأخذني إلى عالم مليئ بالتناقضات. شعور مزيج بين حزن وفرح، أصوات زغاريد وأصوات بكاء، رقص ونحيب رثاء وغناء، رسمت لي دنياي في لمح من البصر، أهذه الدنيا ؟!