حبيبتي
كفى من رسائل الحب
فأنا لم أعد قط
إنسانا
من لحم
ودم
ولا أشبه الآن
أي آدمي
فقد تحولت
خريف هذا العام
إلى فزاعة قش
لامرئية وعالية
الخطورة:
شرب الهواء
دمي
شرب الهواء
جسدي
شرب الهواء
ظلي
والقلب
أضحى ممرا
للريح
يا حبيبتي.
..
فزاعة قش
بصدر من قصب ميت
أنا وقحة للغاية
و غير مأمونة الجانب
لا أحد يراني
يا حبيبتي:
أمر بالشارع المحشو بالمارة
كما وجبة عسكرية
ساعة وأخرى
وأصيح:
-انبطحوا! إنبطحوا!
فيتساقط كل الشارع
على الصدر
في انتظار
انفجار ما
في انتظار
وصول نيزك
في انتظار
طعنة اجتماعية
في انتظار
سقوط الأرض
أو السماء
في انتظار
زر في حقيبة نووية
في انتظار
ثورة ربما
حينها أضحك:
-يا أيها المنبطحون
ارفعوا أمعاءكم عن الشارع
فهذه مجرد لعبة.
..
القلب الذي
كان
تحت القصب
الصدري
دفنته ذات مساء
تحت شجرة الأزدريخت
ودفنت بجانبه
كأي فرعون
عاصر أحجار باليرمو
حبة توت ثرثارة
ورأس نملة
حمراء
..
قد تتساءلين
لماذا
كل هذه الطقوس!
أجيب
شخصيا
وبكل ما أوتيت
من فراغات
في جسدي القصبي
أن لاجواب لي
في تجاويف القش
و عيدان البامبو
اللعينين
غير أن الريح
الريح يا حبيبتي
تعرف
ويعرف الجواب
ذاك القابع
عاريا.. عاريا
بين جبلين.